ريادة الأعمال الاجتماعية

ع ع ع


تعتبر ريادة الأعمال أحد أهم المقومات الأساسية لإقتصاديات أهم الدول المتقدمة وهي أحد مكونات المحور الثاني لرؤية المملكة 2030 (#اقتصاد_مزدهر) فما هي وكيف يكون لها أثر إقتصادي وإجتماعي في المملكة، وماهي أهم القطاعات التي تركز عليها ؟

تعرف شركات ريادة الأعمال الاجتماعية بأنها المنشآت الاجتماعية التي تستخدم نموذج عمل تجاري لتلبية إحتياجات اجتماعية بطريقة مبتكرة ومستدامة مالياً، وذلك من خلال تأسيس كيان تجاري لأغراض اجتماعية هدفها ليس فقط مالي، كما تُساهم المنشآت الاجتماعية مساهمة كبيرة في الاقتصاد فتقريباً نسبتها من الناتج المحلي الإجمالي في دول الإتحاد الأوربي 6% و كذلك 35% من بريطانيا و 1.4% كوريا الجنوبية، وأيضاً تساهم في التوظيف فعلى سبيل المثال 6% من القوى العاملة في الاتحاد الأوربي في شركات ذات أهداف اجتماعية و 5% من بريطانيا و 1.4% في كوريا الجنوبية

في التجربة البريطانية والتي تعتبر دولة متقدمة في ريادة الأعمال الاجتماعية :
توجد 10 آلاف شركة اجتماعية توظف 2 مليون شخص وتُسهم بحوالي 60 مليار باوند للإقتصاد البريطاني، تقود المرأة 42% من المنشآت ويشغل 36% منها من ذوي الإعاقة منصب الرئيس التنفيذي، وأحد أهم القطاعات التي ممكن العمل عليها في الريادة الاجتماعية :
التعليم - الصحة - الثقافة والفنون - الرياضة - الخدمات الدينية (الحج والعمرة) وجميعها تندرج ضمن برامج رؤية المملكة 2030 كجودة الحياة و برنامج التحول الوطني وبرنامج ضيوف الرحمن وهناك ترابط كبير بينها.

وتحظى المملكة بوضع عالمي رائد كونها أحد أهم اقتصادات الشرق الأوسط وأحد أكبر اقتصاديات الدول العشرين عالمياً ولكونها مركزاً ثقافياً إسلامياً وعربياً مهماً فلديها الفرص لأن تكون أحد أهم دول العالم في ريادة الأعمال.

ولعل السؤال الأهم هو: كيف وصلت الدول المتقدمة إلى هذه النتائج في قطاع حديث كقطاع ريادة العمل الاجتماعية؟
يمكننا تلخيص الأسباب في خمسة أبعاد رئيسية:

1- الوعي والترويج : وتشمل نشر ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع من خلال الملتقيات والفعاليات والمعسكرات التدريبية وأيضاً تقديم تجارب وقصص ناجحة يُتعلّم منها.

2- البنية التحتية : وتشمل البنية القانونية للشركات الناشئة والسياسات الداعمة ، البنية الأساسية مثل حاضنات ومسرعات الأعمال ومجمعات ريادة الأعمال ، وأيضاً البنية التقنية وتشمل التقنية الحديثة ومراكز الابتكار الحديثة والمتطورة لدعم الشركات الواعدة.

3- التمويل : ويشمل التمويل الاستثماري (المستثمرون الأفراد ورأس المال الجريء) والإقراضي وكذلك المنح والضمانات الإئتمانية ودعم الجهات المانحة.

4- الوصول إلى الأسواق : تطوير شبكة العلاقات والبيانات وتحديد الفرص الواعدة في الأسواق.

5- التدريب والتوجيه : ويعتبر من أهم دعائم بيئة ريادة أعمال متكاملة حيث بناء قدرات مؤسسي الشركات الناشئة وكذلك التوجيه من هم في نفس المجال وكذلك الجامعات والقوه التي تملكها.

وتوجد العديد من الأمثلة لشركات اجتماعية حققت الأثرين بنفس الوقت كشركة Patagonia والتي وصلت أرباحها في العام الماضي الى $ 1B ،
وشركة الايسكريم الشهيرة ben and jerry's ، ومنصة kiva للتمويل الجماعي ، وغيرها الكثير.

وأنا متفاءل بتطوّر كبير في بيئة ريادة الأعمال بشكل عام وريادة الأعمال الاجتماعية بشكل خاص وسنرى بإذن الله تعالى شركات ناشئة سعودية تدخل نادي الشركات المليارية (Unicorns Clubs) ونحتاج للجميع لنحقق بإذن الله تعالى هذا النجاح.

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top