كيف تنجح في المهام الصعبة؟

ع ع ع

بالنسبة للمنظمات غير الربحية، تعد عملية بناء هيكل تنظيمي متماسك يخدم الأهداف مهمة صعبة للغاية. وفي أحيان كثيرة، تعزى أكبر مشاكل المنظمة إلى ضعف في القيادة. ويمكن أن ترتبط هذه المشاكل بالعمليات الداخلية للمنظمة أو بسبب الثقافة وخطط النمو المتبعة.

وفي استطلاع أجري حديثاً على أكثر من ألف موظف تابع لمنظمات غير ربحية مختلفة، أفاد أكثر من نصفهم بأن منظماتهم لا تمتلك خطة استراتيجية ثابتة للمستقبل. ويمكن أن يكون ذلك نتاج مجموعة من المشاكل العميقة. ولحسن الحظ، يمكنك التغلب على أكثر العقبات صعوبة من خلال القيام ببعض التعديلات البسيطة.

وفيما يلي، مجموعة من أصعب المهام التي يواجهها قادة المنظمات غير الربحية وكيفية معالجتها.

  1.  حافظ على تناسق الرؤى التنظيمية والشخصية

تعتبر الرؤية التي تتبناها المنظمة غير الربحية من أهم عناصر نجاحها. وعلى الرغم من أن الرؤية الشاملة يمكن أن تكون واضحة إلى حدٍ ما، إلا أن أدق التفاصيل قد تكون سبباً في الكثير من المشاكل. على سبيل المثال، إذا كانت مهمتك تتمثل في جمع الأموال للأيتام يجب عليك التركيز على الطرق التي ستروج من خلالها لقضيتك وكيف سيتم وضع استراتيجية التسويق الخاصة بك وأنواع المحتوى التي ستنتجها. ومن أجل الوصول إلى أهداف أكبر، تحتاج إلى إنشاء ركائز لتحقيق ذلك.

في الواقع، كي تنجح مهمة المنظمة بشكل جيد، يجب على جميع الجهات الفاعلة فهم الرؤية الشاملة وجميع النقاط التي يجب اتباعها لتحقيق ذلك. علاوة على ذلك، يجب أن يكون الجميع على وفاق حيال العديد من النقاط على غرار الأسس التنظيمية والقيم والتواصل مع الجهات المانحة وتوعية المجتمع.

يعتمد الأمر برمته على نجاح عملية التوظيف

بعيداً عن الجوانب الأكثر تحدياً في إدارة المنظمة غير الربحية، يبدأ تناسق الرؤى مع عملية التوظيف. ولا تضر عملية التوظيف السيئة بالمنظمة فقط، بل تؤثر سلباً كذلك على الإيرادات. ووفقاً لمركز التقدم الأمريكي، يمكن أن تتكلف عملية تغيير موظف حوالي 20 بالمائة من راتبه السنوي. بعبارة أخرى إذا كان الموظف يجني 40 ألف دولار سنوياً، ستكلف عملية التوظيف والتدريب والنقص في الإنتاجية والوقت الذي يستغرقه التوظيف الجديد المنظمة حوالي 8 آلاف دولار. ويعد من الصعب التنبؤ بالتكاليف الحقيقية، لذلك يجب على القادة أن يكونوا انتقائيين جداً عند اختيارهم للموظفين.

وتعتبر عملية الاستثمار في نظام توظيف موثوق واحدة من أفضل الخيارات التي يتبعها القادة في المنظمات غير الربحية. وقد تم تصميم أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي، للتخلص من التخمين الاعتباطي فيما يخص التأكد من مدى مواءمة الموظفين الذين تم اختيارهم مع المهمة الموكلة إليهم.

وتعمل التقنية على تحديد البيانات السلوكية للمرشح في المحيط العام، وتقديم معلومات تساعد على فهم أعمق لكل مرشح ونواياه وقيمه ورؤاه وكيفية اندماجه مع المنظمة. وتساعد هذه الطريقة صاحب العمل على اتخاذ قرار توظيف عن إطلاع أكثر.

بناءً على ذلك، يبدأ نجاح المنظمات غير الربحية من الداخل. وفي حال لم تتم مواءمة الرؤى داخل المنظمة، يعد العمل معاً على رسم صورة أكبر للمؤسسة مهمة مستحيلة.

2- الحفاظ على ثقافة النمو

في جل المنظمات، تعد عملية الحفاظ على ثقافة ذات منحى إنمائي مؤشراً مهماً لاستمرارية النجاح. لكن الحفاظ على هذه الثقافة يعتبر تحدياً كبيراً. ولا تساعد الثقافة الموجهة نحو النمو منظمتك على تحقيق رسالتها فحسب، بل تؤثر أيضاً على كيفية تطور الجهات الفاعلة مع المنظمة. ونظراً إلى أن العديد من المنظمات غير الربحية تميل إلى دفع رواتب أقل لتوفير التكاليف، غالباً ما يكون الموظفين مدفوعين بشغف لفعل الخير، لذلك يجب أن تتوفر ثقافة مشاركة الأفكار بصفة علنية في بيئة جامعة ومرحبة بكل الرؤى.

كما ترتبط قدرة المنظمة غير الربحية على النمو والاستمرار ارتباطاً وثيقاً بالأشخاص المنخرطين داخلها على جميع الأصعدة. فإذا لم تكن تعمل في بيئة تشجع النمو، لن تكون المنظمة قادرة على التطور حسب المقتضى. ونظراً لأن العديد من الموظفين يدفعهم شغفهم بالقضية، فإذا كانت الثقافة المنتشرة داخل المنظمة سلبية بطريقة تعوق نمو الرؤى الشخصية والمؤسساتية، فلن يتردد الأشخاص في الانسحاب من منظمتك.

 

  1.              المحافظة على أموال المنظمة

يؤكد العديد من القادة على أن تبديد الميزانية يعد واحداً من أصعب التحديات التي ينطوي عليها العمل. وعلى الرغم من أنه لا ينبغي أن يخشى قادة المنظمات غير الربحية من القيام باستثمارات ذكية وضرورية، إلا أن هناك طرقاً تستطيع من خلالها هذه المنظمات الحصول على مساعدات.

على سبيل المثال، يعد توظيف الطلاب طريقة رائعة لتوفير التكاليف التشغيلية. ويمكنك الاستعانة بطلاب الصحافة لأداء مهام مثل كتابة البيانات الصحفية، وتغطية الأحداث، وصياغة الرسائل الإخبارية الخاصة بك. وإذا كنت بحاجة إلى القيام ببعض الأعمال على موقع الويب الخاص بك، تحقق مما إذا كان هناك طلاب في مجال التصميم يرغبون في الحصول على وظيفة داخل منظمتك مقابل شهادة خبرة مثلاً!

يعتبر الشغف لفعل الخير أسمى أهداف المنظمة غير الربحية. وبالنسبة للعديد من القادة، يمكن لهذا المفهوم وحده أن يجعل من هذه التحديات الثلاثة أكثر المهام تعقيداً في الإدارة. ومع ذلك، عندما تعمل للحفاظ على رؤية موحدة، وتخلق ثقافة صحية للنمو، وتحقيق أقصى الاستفادة من أموالك لتحقيق الأهداف، يمكنك الدفع بمنظمتك نحو الاتجاه الصحيح وتعزيز مهمتك.

____________________________________

الموقعكلاسي 

  • هل كانت هذه المقالة مفيدة؟
  •    

اشترك في نشرتنا البريديّة

scroll to top